القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار

متى ينبغي أن أبتدئ في تعليم طفلي العزف بإحدى الآلات الموسيقية ؟

متى ينبغي أن أبتدئ في تعليم طفلي العزف بإحدى الآلات الموسيقية ؟

متى ينبغي أن أبتدئ في تعليم طفلي العزف بإحدى الآلات الموسيقية ؟
مقالات موسيقية
لا يظهر أن التوافد على أماكن تعليم الموسيقى صار مقتصراً على أولاد مدينتي العاصمة المصرية القاهرة والإسكندرية، فالظاهرة التي تستحق الحذر، أن حضوراً مماثلاً تراه المحافظات الأخرى لأولاد الطبقات الوسطى باتجاه تعلّم الموسيقى والعزف. وتظهر فرق الشوارع وأغاني الشبان، واحد من الأسباب التي تحفّز هؤلاء الشبان على تعلم الموسيقى باعتبارها أداة للتعبير، بعدما كانت ممارسة أرستقراطية مقتصرة على فئات اجتماعية بعينها. الوجهة المصاحب لهذا ايضاً، هو إرجاع الاعتبار للموسيقى في حياة الأطفال بهدف انتشال الناشئين من براثن الصخب الشعبي المنخفض، بألحانه المستنسخة وكلماته المتدنية، ومحاولة زرع ذائقة موسيقية غير مشابهة ونوعيّة في نفوس الأطفال.

كان رحيل واحد من قدامى الموسيقيين وهو الحاج عبد الوهاب السفوري، منذ عديدة سنين، صدمة هائلة للمتعلمين وعشاق الموسيقى من الشبان. ففي بيته المتواضع بمحافظة الشرقية، كان يستقبل الشبان والمراهقين الذين يتعلمون على يديه المقامات الموسيقية، ومبادئ العزف على الآلات المتغايرة. 

خالد سالم، هو واحد من من تعلموا العزف على ماكينة العود على يد الحاج عبده، وهو هذه اللحظة يعمل على يعلّم طفلته، عهد، ما تعلمه بالأمس، مُستنكراً إهمال المؤسّسات التعليميّة مادّة الموسيقى. فيما تتساءل سارة حسين عن مقر من الممكن أن يحصل فيه ابنها آدم ذو الأربع سنين على مبادئ الموسيقى، وما لو كان سنّه مناسباً للبدء في هذا أم لا.

وهنا يكون السؤال الأكثر أهمية: متى ينبغي أن أبتدئ في تعليم طفلي العزف بإحدى الآلات الموسيقية، وأيُّها أصلح وأنسب له في تلك العمر، إذا ظهرَ له ميل إلى الموسيقى؟

لا يبقى سنّ معين لتعلم الموسيقى؛ إلا أن تتّفق غالبيّة الآراء على أن سن الثامنة هو الأنسب مع ماكينة كالبيانو، فإن الذي يتحصّل عليه الطفل قبل ذلك العمر يكون ضئيلاً. ويرى آخرون، أنّ العمرّ الأنسب لمعظم الآلات الوترية هو الثانية عشرة. وإن كان للبدء المبكر أيضاًً أفضلية كبرى، تتمثّل في أنّ للنشأة في بيئة موسيقية إمتيازات لا حصر لها.

حسام مغاوري، مُدرّس موسيقى، ينبّه حتّى الأبوين قد يخطِئان في اختيار الماكينة التي يخصّصانها للطفل، وقد يحكمان عقب هذا على الطفل بعدم توافر التحضير الموسيقي فيه، أو بتدهور موهبته الفنية، ولا يكون هذا سوى نتيجة ذلك الخطأ في الاختيار الذي لا ذنب للطفل فيه.

التركيب الجسماني للطفل، وحالته النفسية، وطباعه الشخصية، هي الأسباب الأوليّة في توظيف الاختيار. فإذا لوحظ في أية فرقة موسيقية سرعة تحكم العازف بآلة الفلوت مثلاً، أو الكلارنيت، بأصابعه ومهارته في استعمالها؛ فإنه يتعين عدم اختيار مثل تلك الآلات لطفل بطيء الحركة طفيف النشاط، وفي تلك الوضعية يمكن أن تشكل ماكينة الأبوا خلفاً، وهي نوع من المزامير ذات الأصوات الحلوة، إذ يجد ذلك الطفل في امتداد أصواتها وبطئها ما يتفق وطبيعته. والعكس بالعكس، فالطفل سريع الحركة لا تناسب طبيعته تلك الآلة. وبالرغم من سهولة العزف على الآلات النحاسية، وقربها من عالم الطفل؛ فإنها لا تمنح الطفل الفوائد الموسيقية والطاقات الفنية التي من الممكن أن يحصل عليها من تعلم الآلات الأخرى.

ويضيف مغاوري: "ينطبق هذا كذلكً على جميع الآلات، فآلة الكمان لا يناسبها طفل غليظ الأصابع، بل يناسبها طفل تكون منطقة كفه واسعة. تلك السعة، أيضاًً، هامة في ماكينة البيانو، فمن القليل الوجود أن يكون الإنسان قصير الكف مجيداً في العزف عليها. وخلو الفم من الأسنان، أو وجود نقص وخلل في ترتيبها وانتظامها، من الممكن أن يكون سببا وجيهاً في عدم اختيار آلات النفخ للطفل".

أيضاً، فإنّ هناك بعض الآلات تفتقر إلى تمرين مُكَثّف ومتواصل ليصل إلى نتيجة مرضية، ومن العبث أن توجّه إليها طفلاً لا يملك التأهب والصبر والوقت الوافي لهذا، مثل آلات النفخ تليها الآلات الوترية. أما الة البيانو، مثلاً، فيكفي أن يجد الطفل في العزف بها لذة واستمتاعاً، يدفعانه إلى الرجوع إلى المران مرة ثانية.
reaction:

تعليقات