القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار

كتاب ملعقتان ونصف من السكر - سميحة بولبروات

ملعقتان ونصف من السكر - سميحة بولبروات

كتاب ملعقتان ونصف من السكر - سميحة بولبروات

عن كتاب ملعقتان ونصف من السكر

مجموعتي القصصية الجديدة بعنوان "ملعقتان ونصف من السكر" الإهداء: إلى الرجل الذي قال لي يوما "أنا أدعمك فقط لأنك انت، ولو كانت امرأة غيرك لما فعلت هذا من أجلها "

ها أنا  أردها إليك اليوم "أنا اكتب لك فقط لأنك كنت انت، ولو كان رجلا غيرك لما فعلت هذا من أجله "

إلى النصف الذي اكتمل بي واكتملت به، إلى دفء عينيه وأمان كفيه وطيبة قلبه، إلى زوجي رحمه الله، إليك أكتب كل كلماتي.

قصة حقيقية للكاتبة سميحة بولبروات

تقول: بعد وفاة زوجي رحمه الله،  قامت والدتي بزيارتي، فأخبرتها أن أهل بيتي سيقومون بتركيب الشبابيك الحديدية للنوافذ من الخارج حرصا على أمننا، فباشرت تفقدها الواحدة تلو الأخرى  فوجدت  إحدى نوافذ منزلي لا تقفل بشكل جيد، فتساءلت:  منذ متى وقفل هذه النافذة مكسور؟ فأجبتها مبتسمة: منذ سنوااات!!

فاستغربت: كيف كنت تستطيعين العيش في منزل إحدى نوافذه لا تقفل بشكل جيد؟ أ لا تخافين؟
ابتسمت وأجبتها: فعلا، معك حق، لكني لم أشعر بالخوف معه حتى لو لم تكن هناك نوافذ أصلا، هذا هو المعنى الحقيقي لأن تعيشي مع رجل، وجوده وسمعته فقط كافيتان ليجعلاك تعيشين بأمان دوما، أما في غيابه، فحتى الشبابيك الحديدية لم تمنحني الأمان الذي كان يمنحني وجوده ❤

قصة وعبرة رائعة من كتاب ملعقتان ونصف من السكر

لا تتسرع قبل أن تفهم تقول: بينما كنت منشغلة في تقديم القهوة للضيوف، عاد زوجي من الخارج في حالة غضب عارم،  فباشر الصراخ فور دخوله من الباب وهو ينادي علي " أين أنت!؟ يا غبية... أنا أناديك!؟ هل طرشت أذناك؟ اتصلت بك عشرييين مرة ولم تردي على اتصالاتي، هل أنت  طرشاء!؟، يا طرشاء، أين أنت!؟

لم يكن يعلم بوجود الضيوف في بيتنا، وهذا ما جعله يفرغ غضبه بكل اريحية علي غير مدرك لكمية الاحراج الذي شعرت بها أمامهم، لم أعرف ماذا أقول لهم أو بماذا اجيبه، التزمت الصمت وفي وجهي بسمة مصطنعة كان سهلا جدا عليهم اكتشافها، حتى سمعت صوت والدته وهي تخبره بوجود الضيوف فالتزم الصمت مباشرة بعد ذلك.

استاذنتهم بالخروج على الأقل حتى ألملم ما تبقى لي من كرامتي أمامهم، فدخلت المطبخ فوجدته هناك يحوم بحثا عن شيء يأكله، قدمت له القهوة والحلويات كما اعتدت دوما ان أفعل لكن هذه المرة في صمت قاتل، كان يسألني وأجيب بقدر السؤال دون زيادة أو نقصان، لم أتمكن من محادثته كالسابق ولا حتى النظر في عينيه، ليس من عادته الصراخ علي أمام شخص آخر، لطالما كانت شجارتنا حبيسة بين جدران بيتنا وأخرى لا تتعدى غرفتنا، لكن هذه المرة أمام ضيوف احترمهم جدا، لم يفعلها عمدا ومع ذلك لم استطع مسامحته، لم يكن خطأه كبيرا  لا يغتفر ولا صغيرا ينسى بهذه البساطة، تركته وغادرت نحو الغرفة بغية تأدية صلاة العصر، تبعني وفي عينيه وتصرفاته ندم واعتذار لم يستطع الاعتراف به، فظل قابعا في مكانه ينظر إلي وأنا اصلي منتظرا مني الانتهاء منها.

فجلست على السجاد أدعو فأحببت معاقبته، أطلت الدعاء عمدا حتى أغيضه، فظل ينتظر وينتظر دون جدوى،  وما إن يئس رفع يديه وقال " يارب لا تستجب لها إن كان اسمي على لسانها"

عندها ضحكت بشدة، لم استطع إمساك ضحكتي أكثر من ذلك، فقد كان حاله وهو نادم متحسر منتظر مثيرا للضحك، عندها قلت بصوت مرتفع: "يا الله، لقد دعوت له بخير كثير ومال وفير وغفران يبعده عن السعير، لكنه كالعادة متسرع دوما في أفعاله وكلامه، فلا تغفر له ياربي حتى يرضيني باعتذار ليس له في الكون نظير 😁❤

كتاب ملعقتان ونصف من السكر - سميحة بولبروات

قصص واقعية من كتاب ملعقتان ونصف من السكر

تقول: كنت أتسوق رفقة قريبتي، فانتابتني موجة سعال غريبة لم أعرف سببها، حاولت تهدئتها لكنها ازدادت حدة، والاسوأ أن كلينا لا نحمل قارورة ماء في حقيبتينا، فباشرت قريبتي النظر حولها بحثا عمن يحمل عبوة الماء لكني سارعت بالاشارة إلى دكان قريب بما أني أعرف المنطقة جيدا، فسارعنا إلى هناك، حينها طلبت قريبتي من البائع كوب ماء لكنه قال "أبيعها قارورة ماء ولا أعطيها كوبا!" 

ضحكت وأنا أسمع حوارهما رغم السعال الحاد، سحبت النقود من حقيبتي وقدمتها له فقريبتي لم يتبق بحوزتها نقود، حينها شربت حتى هدأ السعال،  فقالت لي " لم أصبح الناس هكذا!؟ ماذا لو لم تكن لديك نقود، أ لن يعطيك الماء!؟ "

أجبتها " لا يمكننا إجبار أحد على تقديم المعروف، فمن يقدمه يقدمه لنفسه أولا قبل غيره، يقدمه بكل محبة وعفوية، وبما أنه اختار البيع فلا يمكننا إجباره على تقديمه مجانا، لكن الجميل بين كل هذا أن السعال انتابني بالقرب من دكان يبيع الماء وليس بمكان خال منه، وأنه كان بحوزتي مال كاف لدفع ثمنه وهذه رحمة كبيرة من الله، لم نكن لنترك أحدهم دون ماء في لحظة كهذه، لهذا لم يتركنا الله حين كنا بأمس الحاجة إليه. ♥

عن ماذا يتكلم كتاب ملعقتان ونصف من السكر

كتاب ملعقتان ونصف من السكر من تأليف الكاتبة سميحة بولبروات يحتوي على مجموعة قصصية من 26 قصة قصيرة متفاوتة الحجم، بأسلوبي المعتاد.

وعلى الأرجح سيكون آخر عمل لي للاسف 🥰، لأني قررت الابتعاد عن الكتابة ومواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة بحول الله بغية الاهتمام بصغيري وبنفسي، فالمسؤوليات تضاعفت كما تعلمون، والكتابة تحتاج ذهنا صافيا وأنا لا أملكه، والصفحة تحتاج وقتا وهو أيضا لا أملكه 😅.

أمضيت وقتا جميلا في الكتابة والنشر مدته أربع سنوات، بذلت فيها قصار جهدي لإيصال رسائلي النبيلة عبر حمل القلم، واستمعت أيضا بذلك وبكل من تابعني وبكل من جمعني حوار برفقتهم خلال تلك الفترة، والآن حان وقت الابتعاد وأخذ راحة طويلة.

المسؤوليات بالنسبة لي أولى من الطموح، وحتى تربية صغيراي بعد خسارة والدهما في سن مبكرة هو طموح أيضا بالنسبة لي، فاللهم وفقني لذلك.

لا تنسوا سميحة بولبروات وقلمها وأسلوبها، فقد تكون لي عودة للكتابة وقد لاتكون لا أحد يعلم، الله وحده يعلم.

نسخ أعمالي موجودة عند صفحة خيال للنشر والترجمة وهي قليلة لمن يود الاحتفاظ بواحدة منها.

الصفحة ستظل مفتوحة للقراء إلى اشعار آخر، أما أنا فسعيدة بكم وشرف لي متابعتكم لكتاباتي وأعتذر على الرحيل المفاجئ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤.

سميحة بولبروات

سميحة بولبروات كاتبة وروائية من ولاية بومرداس، من مواليد سنة 1992 م صاحبة رواية ملعقتان ونصف من السكر، وقبل ذلك كاتبة قصص قصيرة نشرتها جميعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاقت رواجا كبيرا واستحسانا من قبل القراء والمتابعين ومن خلال تشجيعاتهم وتحفيزاتهم لي قررت توثيق كتاباتي عبر اصدار أول رواية لى، فاخترت دار خيال للنشر والترجمة بعد أن تلقيت دعما من طرفهم وخصوصا من الأستاذ رفيق طيبي.

reaction:

تعليقات